أُحيطت مريم هائل (16 عامًا) بأجواء فنية وغنائية منذ طفولتها، ما ترك شغف الفن والموسيقى ينمو بروحها إلى أن أصبحت فنانة بسن صغيرة وصوت من زمن الكبار واعد بالكثير.
تنشر مريم في صفحاتها على وسائل التواصل الإجتماعي مقاطع فيديو لأغانٍ صعبة من الزمن الجميل، تؤديها، وتلقى فيديوهاتها إعجاب الكثيرين، وكذلك دهشتهم من قدرتها على الغناء بطريقة الكبار.
تقول مريم لـ”يمن سايت”: “اكتشفت شغفي للموسيقى في وقت مبكر، وتعلمي لها مر بمراحل عديدة، وسيستمر، أولها كنت محاطة بجو زاخر جدًا بالفن والموسيقى، ولعل البداية ترجع منذ أن كنت في رحم أمي”.
وتضيف: “لقد شكل ومازال السماع والإنصات للموسيقى العالمية بشكل عام، منذ نعومة أظافري، أهم مرحلة لي في تعلم الموسيقى، ولأني محاطة بهذا الجو أصبحت شغوفة ومنبهرة جدًا بقدرة الآلات الموسيقية، وكل شيء أو شخص يصدر موسيقى، على معالجة أي سوء، بشكل ناعم ولطيف وساحر”.
أول آلة موسيقية بدأت مريم التعلم على عزفها، هي آلة الجيتار، عندما كانت في الـ8 من عمرها. ولكن بسبب الحرب وعوامل أخرى، توقفت 5 سنوات، حسب قولها. “وبعد فترة الحرب نمت عندي موهبة الغناء، فأصبح الغناء هو الملجأ الآمن من مخلفات الحرب النفسية، وبعدها انتقلت برفقة عائلتي إلى تونس”.
شكلت تونس لمريم نقلة معرفية في الأدب والفنون والموسيقى، فأصبح متاحًا لها تعلم الموسيقى والجيتار، فدرست بشكل مؤقت في أحد المعاهد لفترة 3 أشهر، ومن البداية كان تركيزها على الغناء. وتقول إنها كانت مغرمة بالموسيقى الغربية الكلاسيكية، فقد كانت تستمع، وبشكل مكثف، إلى موسيقى الصول والجاز والبلوز والأوبرا.
وتقول مريم إنها اكتشفت عمق الموسيقى الشرقية، وتعمقت بها، وأغرمت بها، حتى بدأت بحفظ الموشحات وغنائها، وفن “المالوف” التونسي الذي قام بصقل صوتها، فبدأت بالاستماع إلى الآلات الموسيقية الشرقية، والتعرف عليها أكثر، حتى اختارها العود، وسلب عقلها، حسب وصفها، فقررت تعلم هذه الآلة الموسيقية.
قبل عام، بدأت مريم تعلم آلة العود في مدارس ومعاهد مختلفة، بداية من معهد بيت العود في القاهرة الذي أسسه ويشرف عليه عازف العود العراقي الشهير نصير شمة، وقد درست في هذا المعهد لمدة 5 أشهر، واختلطت بالموسيقيين. كما درست في معهد الرشيدية في تونس لتعلم العود، لكنها تؤكد أن الإنترنت كان ومازال بالنسبة لها مساعدًا كبيرًا جدًا في كل هذا التطور المعرفي والموسيقي بشكل خاص.
وتختم مريم حديثها: لا أستطيع القول بأنني سأكون أول عازفة عود في اليمن، لأنني لا أعلم إن كان هناك عازفة عود غيري، ولكني أتطلع إلى أن أكون عازفة عود متميزة في المستقبل، وأن أتبحر وأتعمق فيه وفي الموسيقى بشكل عام، وأن أقدم فنًا راقيًا يليق بإنسانية الإنسان، ويرتقي بروحه، وأن يكون رسالة للسلام ووقف الحروب في اليمن وفي العالم.