بعبقرية فذة وشغف كبير يواصل الشاب اليمني المتخصص في عالم البرمجيات ردفان الكلدي، العمل على تحقيق حلمه بإنشاء منصة تواصل اجتماعي تجمع العرب، وتُحاكي “فيسبوك” و”تويتر”.
الكلدي القادم من منطقة كلد في مديرية يافع بمحافظة أبين، جنوبي اليمن، دخل عالم الرقميات والبرمجة من بوابة جامعة عدن، وتخرج من قسم الحاسوب بكلية الهندسة.
يتمتع ردفان الكلدي بقدرات وأفكار عظيمة وحب كبير لمهنته جعلته اسماً بارزاً في مجاله، وفي ظل ظروف صعبة وبيئة غير مشجعة، بدأ يعمل بتفانٍ، فقام بتصميم عدد من الأنظمة والبرامج الإلكترونية، وبيعها للشركات والمؤسسات، ويعمل مديراً لشركة الثابت للبرمجيات وتحليل النظم.
كان ردفان حريصاً على العلم، وشغوفاً به من خلال الاطلاع والقراءة ومتابعة كل مستجد في العالم الرقمي.
لم يقف عند هذا الحد، ففي العام 2016 قام بالعمل على مشروع الحكومة الإلكترونية، كأول مشروع من هذا النوع في اليمن، وتم تقديمه للسلطات المحلية في عدن، ليتم رفضه عدة مرات، ولم يرَ النور حتى هذه اللحظة.
“عودة العرب”
استيلاء الملياردير إيلون ماسك على منصة “تويتر”، وقيامه بتغيير الكثير من سياسة الخصوصية، ومع الاستياء من خوارزمية “فيسبوك”، والحديث عن انتهاك الخصوصية، أمور جعلت ردفان الكلدي يفكر بإنشاء أول منصة تواصل اجتماعي عربية تنطلق من اليمن.
في الـ23 من يونيو الجاري، انطلق الاستخدام التجريبي لمنصة عرب باك (arabback)، في انتظار التدشين الرسمي خلال الأسابيع القادمة.
يقول الكلدي لـ“يمن سايت” إن منصة عرب باك، وتعني عودة العرب، هي بمثابة الحلم الأجمل، وتعتبر أول منصة عربية في هذا المجال.
ويضيف: “محتوى المنصة للتواصل الاجتماعي شبيهة بالفيسبوك، وتحترم العادات والتقاليد العربية، وعدد مستخدميها تجاوز 10 آلاف مستخدم خلال 48 ساعة من التدشين التجريبي”. ودعا الكلدي المهتمين والمستثمرين للتعاون معه في إنجاح المنصة.
أصوات محبطة
يصف الكلدي واقع البرمجيات في اليمن بالمؤلم، فلا اهتمام حقيقي وجدي بهذا المجال من الجهات المعنية، ومازالت الثقافة الرقمية في اليمن متدنية وبدائية، ولا يوجد شيء يساعد الطلاب والباحثين على التعلم،”فهناك أصوات محبطة تقوم بتقزيم أعمالنا”.
ويضيف: “الإنترنت أهم عنصر وأهم أداة للمبرمجين، لكن للأسف سرعة النت في اليمن رديئة وبطيئة، وتمثل عقبة صعبة أمامنا”.
مصادر مفتوحة
يحث ردفان الشباب العربي واليمني على مواصلة التعليم في كل المجالات، وبالأخص التخصص الالكتروني والبرمجة، وعدم الانجرار للأصوات التي تدعو لترك التعليم بمبرر أن “البلاد خاربة”.
ويدعو الشباب المتخصص في الجانب البرمجي إلى تعلم لغة برمجة واحدة بحسب رغبته وإمكانياته، وعدم الانتقال من لغة برمجة إلى أخرى. “أرشح لهم لغة PHP لأنها لغة مفتوحة المصدر يستطيع الطالب أو الباحث من خلالها إيجاد مشاريع جاهزة يستفيد منها في عمله أفضل بكثير من البدء من الصفر، وأن ينطلق من حيث انتهى الآخرون” يقول الكلدي.
ويتابع: “حتى لا نسرق جهود الآخرين، فأنا لم أبدأ بالعمل من الصفر في بناء منصة عرب باك، بل اعتمدت على مصادر مفتوحة أكملت بها بناء المنصة، وهي موجود على الإنترنت للمهتمين والباحثين، ولكن على كل متخصص البحث، ثم بلورة تلك المواد واستخدامها في المشروع الخاص”.
وكان شاب يمني آخر يدعى ماجد الجعماني، أطلق في العام 2014 شبكة “أودل” كأول شبكة عربية للتواصل الاجتماعي شبيهة بالفيسبوك، وتجاوز عدد مشتركيها 500 ألف مشترك في بداياتها، إلا أنها لم تحقق النجاح بعد.
وفي وقت يخلو الفضاء الرقمي اليمني من نماذج رسمية يعتد بها، وبصرف النظر عن المآل الذي يمكن أن تؤول إليه arabback، يبقى واضحا أن الجهود الفردية لأمثال الجعماني والكلدي، تنطوي على إمكان بروز جيل يمني شاب يطرق باب الإبداع الرقمي بقوة.