في 21 سبتمبر/ أيلول 2014، اسقط الحوثيون عاصمة الجمهورية اليمنية صنعاء واسقطوا مجالها العام في سلتهم الطائفية. استولوا على معسكرات الدولة ومؤسساتها وعلى شوارع العاصمة، وكان هذا مقدمة للإستيلاء على مجالها العام وطرد الناس منه وفرض لونهم الواحد عليه وصوتهم الواحد ونظرتهم الواحدة والأحادية على كافة فئات المجتمع وسائر الأفراد.. وأقحموا أنوفهم ومعتقداتهم في كل صغيرة وكبيرة من شؤون وحياة اليمنيين واليمنيات العامة والخاصة. من منع الغناء، الى منع العزف، إلى منع مهرجانات الأفلام، إلى منع الرسم، إلى منع قصة الشعر الطويلة، إلى منع تسريحات الشعر التي لا تروقهم، إلى منع البالطوهات التي لا تصل إلى أخمص القدمين، إلى حرق أحزمة خصر البالطوهات النسائية، إلى منع الاختلاط بين الرجال والنساء، إلى منع الإختلاط بين الرجال والرجال أيضا في الرحلات، عاصم الشميري يتتبع في هذا التحقيق أبرز مظاهر مصادرة ميليشيا الحوثي للحريات الشخصية والعامة في صنعاء ومختلف مناطق نفوذهم:
الغناء ممنوع!
في العام 2018 كان احد الفنانين، يحيي حفل لأحد البنوك التجارية بصنعاء..كان الحفل في “مترو مول ” الذي كان مكتض بالحضور في ذلك اليوم، صعد الفنان على المسرح وسط اجواء مفعمة بالتصفيق والفرحة وعندما شرع بالغناء والجمهور يردد معه باندماج تام وصل طقم على متنه رجلين مسلحين، كانوا يمشون من اخر القاعة الى خشبة المسرحة وهم يصرخون “اتقوا الله معانا شهداء وانتم تغنوا”، بعدها لوح مسؤول المهرجان بتوسل للفنان ان يتوقف عن الغناء وكأن الفنان كان يرتكب جريمة على المسرح. توقف عن الغناء والجمهور معه أيضا وامتلأت القاعة باجواء التوتر والخوف وتغيرت كل ملامح الفرحة التي كانت في المكان، بعدها خرج الفنان مع بعض اصدقائه الى الخارج بقلق وخوف من ان يحتجزه المسلحين لكنه عندما خرج كان الحوثيين ينظرون له باستحقار كأنه كان يمارس شي معيب على المسرح. وعن تأثير هذا الموقف عليه يقول الفنان انه لطالما كان غنائه على المسرح احد الاشياء التي يحبها فهو مكان لقائه بجمهوره، لكنه الان تحول الى ذكرى مرعبه وشعور سيئ لا بد ان يتكرر كل ماصعد على خشبة المسرح كما وصف.
تعهد بعدم الغناء!
في العام 2019، كان أحد الفنانين المعروفين في صنعاء عائدا من مديرية المحابشة بمحافظة حجة حيث كان قد أحيى عرساً هناك. وفي طريق العودة، استوقفتهم نقطة تفتيش تابعة للحوثيين لاشتباههم فيه بسبب وجود آلة العود الموسيقية معه، وبعد استيقافهم لهم، سألوهم “من هو الفنان” حتى يتم احتجازه. كان اعضاء الفرقة خمسة، وقد اعترف أحد أعضاء الفرقة انه الفنان لكي يحتجزوه بدلاً عن الفنان، وهذا ما حدث. احتجزوه يوما كاملاً في سجن مديرية المحابشة. ولم يطلقوا سراحه الا بعد أن أتى الفنان نفسه ووقع على تعهد بعدم الغناء في مديرية المحابشة مرة اخرى طوال حياته. هذه الاجراءات ليست تصرفا فرديا في محافظة حجة بل تمثل نهجاً معمماً هناك. قبل عامين، ذهب أحد الفنانين الشباب الى ذات المديرية لإحياء عرس أحد القيادات الحوثية هناك من بيت المداني وهو يشعر بالامان لأنه سيغني في عرس لأحد القيادات الحوثية. لكن نقطة تابعة للحوثيين أوقفته في الطريق قبل وصوله إلى العرس، رأوا العود بجانبه على سيارته، وسألوه “أين سيذهب“، أجابهم انه ذاهب لإحياء احد الاعراس هناك فقاموا بإنزاله من فوق سيارته واحتجازه لمدة يوم كامل ولم يُطلق سراحه الا بعدما كتب تعهداً بعدم العودة والغناء في مديرية المحابشة.
العزف ممنوع!
حينما كان احد الفنانيين الذين يحظون باحترام كبير من الجمهور عائداً إلى صنعاء من حبابه مديرية (ثلاء) وهي قريته التي ولد وترعرع فيها بمحافظة عمران استوقفته مجموعة مسلحة في نقطة تفتيش رأوا آلة العود في سيارته. انزل المسلحين الفنان من سيارته وانزلوا آلة العود وحاولوا كسره وهم يصرخون هذا ما يؤخر النصر. حاول الفنان ايقافهم على عجل لكي لا يقوموا بكسره وبعد تدخل وساطات اتى مدير امن ثلاء والذي ظن الجميع انه سيحل المشكلة لكنه كان الجزء الأكبر من المشكلة ففور وصوله قال: اين العود اكسروه! بعدها استمرت المهاترات لوقت طويل وقاموا باحتجاز الفنان وآلة العود ولكن بعد مرور ساعات تدخلت وساطات كثيرة فقاموا بتركه على مضض والتوقيع على تعهد بعدم الغناء في مديرية ثلاء –مسقط راسه– طوال حياته. يذكر ان الفنان نفسه كان قد اعتقل من قبل الحوثيين في مديرية ثلاء في العام 2015 لمدة ثلاثة ايام بسجن غير قانوني بحضيرة اغنام بتهمة احيائه لعرس في صنعاء، وهذا ما اعتبره الكثير تقليل من احترام الفن واهانة للفنانيين. يسعى الحوثين لتطبيق هذه الثقافة في اكثر من قرية. كانت مديرية عفار هي الأبرز والتي تصدرت الكثير من الاخبار ذلك الوقت وكان مشرفي ومسؤولي الحوثيين في مديرية كحلان عفار في محافظة حجة –شمال اليمن– قد اصدروا مذكرة تمنع دخول الالات الموسيقية الى مديريتهم بالإضافة إلى منع عازفي الاورج من الدخول ألى قريتهم لإحياء اعراس اهالي المديرية والذي اعتبروه أهانة لمقاتليهم وعدم إحترام لأسراهم وشهدائها. هذه الممارسات الحوثية دفعت الكثير من الفنانيين للهجرة من اليمن كان أبرزهم حسين محب. وثيقة الحوثيين بمنع دخول الالات الموسيقية والعازفين الى مديرية كحلان الشعر الطويل ممنوع! جمع الفنان ملاطف الحميدي بين ممنوعين من قائمة الحوثي للممنوعات وهما فنه الذي يقدمه “قرع الطبل” وشعره الطويل الذي كان يمتاز به اثناء قرع طبلة البرع وهو يؤدي حركات حماسية وتفاعليه مع الايقاعات. في أبريل 2019 كان ملاطف يحيي عرساً في مدينة رداع محافظة البيضاء وبينما كان يقرع الطبل اقتحم اكثر من خمسة مسلحين حوثيين خيمة العرس وطوقوا عليه واخذوه إلى احد أزقة المدينة وانالهوا عليه بالضرب بإعقاب البنادق حاول الدفاع عن نفسه لكنهم كتفوه وحلقوا له شعره بالجنابي “الخناجر” بطريقة وحشيه تركت علامات داميه على رأسه. الفنان ملاطف الحميدي هو فنان شعبي اشتهر بفن قرع طبلة البرع وهو من الفنانيين الذين يتمتعون بجمهور كبير في اليمن وعُرف ملاطف بالطريقة التي يقدم بها البرع والحركات التي كان يقوم بها اثناء قرعها. ليس ملاطف وحده من تعرض لهذا الانتهاك. عمر 28 عاما كان يعيش منذ عشر سنوات في أوروبا أشتاق لصنعاء وقرر العودة إليها في 2018.وفي منتصف ذلك العام، ذهب عمر ليتناول الغداء في أحد مطاعم صنعاء، على طاولة وحيدة لم يشارك احد الغداء ذلك اليوم حسب قوله. يقول عمر كانت الساعة 2 ظهرا وأنا انتظر الغداء على احدى طاولات المطعم وفي وقت الانتظار فتحت هاتفي اتصفح فيه وسط ازدحام المطعم بالزبائن وفجأة شعرت بحرارة حريق من خلف رأسي التفت الى الخلف لأجد شعر رأسي يحترق نهضت من الكرسي بفزع محاول اطفائه بكل الطرق التي اتت في بالي ذلك الوقت.. كان يبدو منظري وانا اتلفت حولي كالمجنون وكان هناك رجلان مسلحين عرفت انهم من الحوثيين فيما بعد، “كانوا يضحكون علي باستهتار“. مضيفا كنت قد اطفأت النار التي اشعلها هؤلاء في شعري لكن شعوري بالظلم أشعل نار في قلبي لم تنطفى حسب وصفه. وتابع بحرقة صرخت عليهم باندفاع كمحاولة لاخذ حقي منهم لكنهم سرعان ما رفعوا الاسلحة في وجهي وهددوني بالقتل وهم يقولون “لعن الله المتشبهين بالنساء” موضحا انهم كانوا مستعدين لقتله في أي لحظة، وبعد تدخل الزبائن رحلت إلى البيت وبداخلي كسر كبير بسبب هذا الموقف. يتحدث عمر ليمن سايت بحرقة انه دائما كان يدرك مخاطر ان يخرج بستايل شعره الطويل وكان يرتدي كوفيه لتجنب مثل هذه الاحداث ولكن بالمصادفة في ذلك اليوم لم يرتدي شيئا على راسه حتى قام هؤلاء باحراق شعره بطريقة مستفزه وهذا ماسبب له حالة نفسية سيئة وخوف من البلاد التي يعيش بها حسب وصفه.
والشعر القصير ممنوع أيضا!
ابتكر الحوثيون لجنة جديدة داخل كلية المجتمع جامعة صنعاء اسمها ملتقى الطلاب الجامعي مهمتها مراقبة أشكال وهيئات الطلاب وملابسهم وتسريحات شعورهم ومدى طولها. يقول احد طلاب كلية المجتمع الذي فضل عدم ذكر اسمه، ان هذه اللجنة تقول ان ما يرتديه وما يصنعه الطلاب هي ثقافات مغلوطة وليست مواكبة للعصر. وأضاف الطالب أن اللجنة قالت إن من سيأتي الجامعة بحلاقة غير لائقة او زي غير لائق حسب تسميتهم، فإن ادارة الكلية لن تسمح لهم بالدخول وحرمانهم من المحاضرات مشيرا الى ان ما يسموه ملتقى الطلاب الجامعي قد اصدر تعميم بهذا الخصوص وعلق في كلية المجتمع ، وتضمن التعميم صور بشكل الحلاقات الممنوعة والحلاقات المفروضة على الطلاب وكذلك الزي اللائق والغير لائق. ويقوم الحوثيون بتعقب وإيقاف الشباب في الشوارع ، وينزلون بالاهانات عليهم بسبب منظرهم وملابسهم ولكن تسريحات شعورهم بصفة اساسية ويحدث هذا في الشارع العام وامام الناس ، واحيانا بمشاركة بعض عناصر الحوثيين بتوجيه الاهانات لهم ، او أقله بالضحك عليهم. وتشتد ملاحقات وانتهاكات الحوثيين للشباب والشابات في بعض المناسبات فبينما كان الناس يحتفلون بعيد الحب بكل حرية في كل دول العالم كان الحوثيين يعتقلون الشباب الذين يرتدون الأحمر ويحلقون شعرهم بدافع ايمانهم ان هذه البدع دخيله على البلاد والدين. التعميم الذي علقه “الملتقى الطلابي” التابع للحوثيين، في مبنى كلية المجتمع.
مهرجانات الافلام ممنوعة!
في العام 2018، كان يفترض ان تشهد صنعاء مهرجان هو الأول من نوعه منذ سنوات كان ذاك هو مهرجان كرامه الذي كان سيعرض 40 فيلما من مختلف الجنسيات كما كان المهرجان سيضم العديد من الفقرات وورش العمل ومسابقة القصة والسيناريو والكاريكاتير، في وقت توقفت فيه جميع الانشطة والمشاريع الشبابية. كان فريق عمل مهرجان كرامة قد استخرج تصريحا من مكتب الشؤون الإجتماعية والعمل في صنعاء بإقامة المهرجان في شهر اكتوبر 2018، لكن فيلماَ واحد من الافلام الاربعين لم يعرض بتاتاً في صنعاء. فبعد إنتهاء فريق العمل من التجهيز والترتيبات التي استمرت لأربعة أشهر، قام الحوثيون في الليلة الأخيرة قبل اعلان بدء المهرجان بأصدار قرار بإيقافه وهددوا القائمين بالتصفيه والاعتقال. لقد منع الحوثيين إقامة المهرجان وهددوا القائمين عليه بالتصفية والاعتقال رغم وجود ترخيص من مكتب الشئون الاجتماعية والعمل التابع لهم. وقال مصدر مسؤول في المهرجان ل“يمن سايت” ان ذريعة الحوثيين صورة لاقت سخط كبير منهم لرجل وزوجته في بوستر احد الافلام التي سيعرض في المهرجان مشيرا الى ان “الأمن الوقائي” اشرف على موضوع الايقاف والتحريض ضد هذا المهرجان بشكل مباشر. واضاف منسق المهرجان حاولنا التوصل الى اتفاق لكنهم ردوا علينا انهم سيعتقلون اي احد سيرونه في (قاعة الثقافة) التي كان من المقرر اقامة المهرجان فيها. موضحا ان الحوثيين قاموا بمنع عرض الافلام قبل يوم من موعد اقامة المهرجان بذريعة انتمائه للثقافة الغربية تخالف العادات والتقاليد والاعراف اليمنية. اما الزوجان اللذان ظهرا في بوستر احد الافلام للمهرجان فقد بحث عنهما الحوثيين كثيرا بحسب المصدر ووجهوا لهم تهديدات كثيرة بالقتل والاعتقال ما ادخل الزوجين حالة من الرعب الكبير دفعتهم للسفر خارج مناطق سيطرة الحوثيين. غلاف الفيلم الذي اوقف الحوثيون المهرجان بسببه وقد لاقى هذا الاجراء والانتهاكات التى تضمنها سخطاً كبيرا بين الشباب اليمني ورواد مواقع التواصل الذين وصفوا هذا الاجراءات الحوثية بانها استهتار بجهود الشباب واحباط لكل المشاريع الناجحة التي تستهدف الشباب ووعيهم.
الرسم ممنوع أيضا!
ليس الفنانون والممثلون والقائمون على الأفلام السنمائية هم الوحيدون الذين يتعرضون للإنتهاكات في مناطق سيطرة الحوثي. الرسامون والفنانون التشيكيليون أيضا.. ينتظر الشباب اليمنيين الرسامين كل عام يوم الرسم المفتوح الموافق 15 مارس للإحتفاء به والرسم على جدران شوارع صنعاء وتلوينها ليضيفوا شكلا زاهيا لهذه الجدران، ويتخذون من هذا اليوم فرصة للتعبير عن ارائهم وتطلعاتهم، لكن الحوثيين يقفون لهم ايضا في المرصاد. في 15 مارس 2019 ألغى الحوثيون هذا اليوم ونفذوا اجراءهم بحشد عدد من المسلحين لإيقاف فعاليات الرسم وطمس ماقد رُسم. يقول احد المسؤولين عن الحملة “ليمن سايت” – فضل عدم ذكر اسمه– ان الحوثيين اتوا مسرعين نحونا وأجبرونا على التوقف عن رسم هذه الرسومات الاجنبية حسب قوله. مشيرا الى أنهم طلبوا من الرسامين ان يرسموا شعاراتهم الحوثية او الرسم ضد السعودية ودول التحالف وما يتوافق مع سياستهم. لم يكتف المسلحون الحوثيين بايقافهم عن الرسم، بل أخذو علب طلاءاتهم التي كانوا قد استخدموها للرسم. بعد ان اجبرونا على التوقف عن الرسم قاموا باخذ الطلاءات التي استخدمناها للرسم “لكي يطمسوا بها ماقمنا برسمه“. وأضاف انه كان موقفاَ محبطا بالنسبة له ولكل الشباب الذين كانوا ينتظرون بحماس لهذا اليوم. لم نستطع الرسم مجددا بعد ان واجهنا هذا القمع والترهيب من المسلحين الحوثيين، قال بمرارة وأضاف بمرارة أشد اأنهم يشهرون السلاح في وجه الفن حسب تعبيره. احد الرسومات التي طمسها الحوثيين بالطلاءات، وكتب عليها احد الفنانين “ما خلونا نرسم”
الاختلاط ممنوع!
ولا تتوقف انتهاكات المليشيات الحوثية عند حد. فقد أغلقت العديد من الكافيهات والاستراحات بذريعة “منع الاختلاط” في استمرار ممنهج لقمع حريات الناس وحركتهم وفي تضييقها على الشباب وخياراتها في اشغال وقت فراغهم تاركة لهم باباً واحداً مفتوحاً أمامهم: “الجبهات والدورات الثقافية” التي يحشدون إليها الشباب بالترهيب والترغيب لتعبئتهم بثقافتها وإعادة صياغة وعيهم وفكرهم بما يلبي اهدافها وغاياتها الطائفية والسلالية. كانت البداية من مقهى “بن وقشر” الذي أنشأه احد المستثمرين في احد الأسواق الشعبية بمدينة صنعاء القديمة التاريخة والذي يحمل الطابع اليمني في قهوته التي يعدها بطريقة التقطير وشكله القديم، وكان هذا المكان متنفساً للعديد من الشباب. في العام 2017، أقتحمه مجموعة مسلحة تابعة للحوثيين، وتهجموا على زبائن المحل وقاموا بطردهم وهم من العائلات والشباب، وتكسير محتويات المكان حسب افادات من كان متواجد هناك. قال احد ملاك المقهى انهم اغلقوه بالقوة بتهمة باطلة مفادها ان المقهى ملتقى للشباب والشابات ويساهم في نشر الرذيلة والثقافة الغربية المتمثلة (بالاختلاط) وسط المنطقة. وأضاف كان من المفترض أن نقيم العديد من المشاريع في ذات الشارع لكن الموقف اخافنا كمستثمرين من هذه الجماعة التي تقف عائق امام كل شي“. مقهى “بن وقشر” قبل ان يغلقه الحوثين لم يكن “بن وقشر” هو المقهى الوحيد الذي اقتحمه الحوثيين وأغلقوه بحجة أنه يساهم في نشر الرذيلة. فبعد حوالي شهرين ، كان مقهى ” مون كافيه” على موعد مع المسلحين الحوثيين الذين اقتحموه بالمثل وأعتدوا على زبائن المقهى وأغلقوه بعد طرد الجميع منه. احد الزبائن كان متواجداً في الكافيه في ذلك الوقت، قال انه أثناء الاقتحام دخلوا كأنهم في غزوه وكانوا يحطمون