بعد الهبّة الجمهورية الشعبية التي أجتاحت صنعاء وعدة مدن أخرى في ٢٦ سبتمبر ٢٠٢٣، إثر إعتداء عناصر الحركة الإمامية على العلم الجمهوري وعلى من خرجوا يحتفلون به، خرج علينا محمد علي الحوثي بهذه الصورة من معمل خياطة في صنعاء وهو يخيط العلم الجمهوري.
محاولة إمامية بائسة لترقيع ما أقترفته الإمامة في حق العلم الجمهوري العزيز ودولته كلها. لكنْ، حتى لو طأطأتَ رأسكَ للعلم الجمهوري يا محمد علي الحوثي وقبّلته، لن يصدقكَ أحد. حتى لو “دَنَّيت” و”حَبَّيت” ركبته، أيضاً لن يصدقك أحد!
المسألة تتجاوز النوايا والخصومة والعداء، إنها تتعلق بالواقع والحقيقة: إمامتكم بيِّنة وسافرة في شتى مجالات الحياة العامة والخاصة في اليمن، في البيوت والشوارع والمعسكرات ومؤسسات الدولة، وفي المدارس والمناهج التعليمية وفي الجامعات والمعاهد ومنابر الجوامع، وتتجول في الشوارع حاملة الهراوات ومدججة بالأسلحة، تصرخ باللعنة على اليهود والموت لأمريكا وإسرائيل وتقتل وتعتدي على اليمنيات واليمنيين. إمامتكم واضحة ومعلنة في كل مجالات حياة اليمنيين ومماتهم: حتى في المقابر ومراسيم الدفن والعزاء تفرضون مراسيم ولونا مختلفا لموتى وقتلى سلالتكم يميزهم عن الموتى والقتلى الآخرين من المغرر بهم من أبناء القبائل اليمنية في واحدة من أسوأ وأقذر- ولا أعتذر عن قول “أقذر”- أنواع وصنوف التمييز العنصري. إنكم تميزون حتى بين قتلاكم، قتلى جبهاتكم العسكرية أنفسهم: “هذا هاشمي، إذن تابوته أخضر… وهذا قبيلي، إذن تابوته أحمر”! يا للهول! إنكم عنصريون حتى النخاع، إنكم عنصريون حتى الممات!
إمامتكم أيضاً يا محمد علي سافرة ومتبجِّحة في المناصب والوظيفة العامة، بل وتصرخ بأعلى صوتها: المناصب للهاشميين، والوظيفة العامة للهاشميين، وكل شيء للهاشميين! ولا أحتاج هنا لطرح أمثلة على هذا، فهذا الأمر واضح ومعروف لكل يمني ويمنية وللكثير من المهتمين بشأن اليمن. لا يحتاج الأمر إلى دلائل، فالاستئثار و الإستحواذ الهاشمي على السلطة والوظيفة العامة بمواقعها ومفاصلها واضحان ومؤكدان على كافة الوجوه والمستويات.
وضريبة “الخُمُس” التي فرضتموها، ٢٥ بالمئة من كل ما يملكه أو ينتجه أي يمني أو يمنية ومن كل ما يطلع من الأرض أو تكتنزه الأرض، ماذا تسميها يا محمد علي؟ “إمامة” أم “بقشيش” مقابل خدماتكم الجليلة لنا: خدماتكم الجليلة المتمثلة بسرقتنا ونهبنا والاعتداء علينا وقتلنا بدون وازع ولا ضمير؟!
ماذا أقول أيضاً؟ هناك الكثير والكثير مما يجب أن يقال عن إمامتكم الصارخة والسافرة والوقحة، لكن المجال لا يتسع هنا لذكر المزيد. فقط، سأذكر مثالاً إضافياً: تفجير البيوت وإهلاك الحرث والزرع، الذي رافق حركتكم منذ البداية، شكل أحد أركان الاستراتيجية الحربية الإمامية منذ الهادي الرسي. حتى من والوكم كانوا يتساءلون مستغربين “لماذا لا يحارب الحوثيون وينتصرون بدون تفجير بيوت خصومهم بتلك الطريقة الوحشية والشنيعة؟”. الجواب بسيط: لأن هذا ركن من أركان إمامتكم، ركن من أركان العدوان الإمامي التاريخي والمبين على اليمن واليمنيين.
لا تحتاج إمامتكم إلى تأكيد. إنَّ إمامتكم بَيِّنَة وسافِرة ومؤكدة جداً، وتصرخ بأعلى صوتها: “أنا الإمامة لا كَذِبْ”.
خلاص يا محمد علي، يكفي ترقيع ويكفي كذب! أنت خيّاط إمامي، لا يمكنك أن تخيط علماً جمهورياً! إرفع يديك الإماميتين عن علمنا الجمهوري العزيز! إنه لا يحتاج لخياطتك ولا لترقيعك! فلديه شعبٌ كبير يخيطه كل يوم ويرفعه في قلبه وفوق رأسه كل وقت وحين.